فلسطين بين بلفور وعباس

آخر تحديث:  03 نوفمبر, 2010 07:58 م  قسم أقلام حرة

فلسطين بين بلفور وعباس

فلسطين بين بلفور وعباس

 

قبل ما يقارب من أربعة وتسعين عاما أراد وزير خارجية بريطانيا أن يجامل اليهود على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني فمنحهم حق إقامة وطن قومي في فلسطين فكان وعد من لا يملك إلي من لا يستحق وعرف الوعد آنذاك بوعد بلفور نسبة إلى اسم صاحب الوعد آرثر جيمس بلفور

وأنا شخصيا لا استغرب أن يصدر مثل هذا الوعد عن وزير خارجية بريطاني لان نكبة شعبنا وانتزاع حقوقنا لم يكن ليتحقق لولا بريطانيا واستعمارها لفلسطين

ولكن الذي نستغربه هو أن يتجدد وعد بلفور بعد أربعة وتسعين عام وهذه المرة لم يأت الوعد من بريطانيا ولم يأت من أوربا أو أمريكا ولكن من فلسطين نفسها ومن رئيس سلطة المفترض بها أنها تحمي وتدافع عن حقوق شعبنا

نعم فقد جاءت تصريحات السيد محمود عباس بالاستعداد للتنازل عن الحقوق التاريخية لشعبنا في فلسطين من اجل إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م وان إعلان يهودية دولة الاحتلال هو شان داخلي صهيوني بمثابة وعد جديد أكثر خطورة من وعد بلفور المشئوم

ولكن السؤال هل يحق للسيد محمود عباس ان يعطي هذا الوعد؟وهل يملك السيد عباس أو أي فلسطيني أن يتنازل عن حقوق شعبنا التاريخية ؟

والإجابة على السؤال ليست صعبة فقط ما عليك إلا أن تنظر في عيون أمهات الشهداء  وعيون أبناء الأسرى انظر في عيون من دمرت بيوتهم وقتل أهلهم وبترت أطرافهم لتجد الجواب

 

فهل نظر السيد عباس في تلك العيون أم أن النظر في عيون نتنياهو وليفني أنساه نظرات الألم والتضحية في عيون أبناء شعبه

 

فكيف يتحدث السيد عباس عن التنازل وهو من لا يملك قرارا بانجاز المصالحة وإنهاء الانقسام إلا بعد مشاورة الأمريكان والصهاينة وموافقتهم على بنود أي اتفاق فلسطيني فلسطيني ينهي الانقسام وهذا ما لا يريدونه ولهذا فالمصالحة مجمدة بقرار صهيوامريكي لا يملك السيد عباس تنفيذه وكيف يتحدث السيد عباس عن التنازل عن حقوق شعبنا وهو لا يستطيع ان يتنقل من مدينة لمدينة في الضفة الغربية الا بعد التنسيق والموافقة الإسرائيلية على هذا التحرك

لهذا نقول للسيد عباس اصمت فأنت لا تملك شئ فكيف تمنح حقوق شعبنا الي من لا يستحق وان كانت فلسطين هانت عليك بترابها وأهلها فانه لازال الملاين لديهم الاستعداد كي يموتوا من اجل ذرة تراب من فلسطين

وليس المطلوب منك سوى الصمت والتنحي جانبا وترك الوطن لمن يدفع ثمن الدفاع عن ترابه وأهله

 

بقلم: أبو علي

                 عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الشعبية


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018