التهديدات الصهيونية بالحرب حقيقة ام خيال

آخر تحديث:  03 نوفمبر, 2010 07:56 م  قسم أقلام حرة

التهديدات الصهيونية بالحرب حقيقة ام خيال

التهديدات الصهيونية بالحرب ،، حقيقة أم خيال

 

بقلم : عادل زعرب

 

في كل يوم يطل علينا الاعلام الاسرائيلي بتصريحات جديدة مرة بالبدء بمناورات جديدة ، ومرة باعلان الحرب على غزة مرة جديدة ، وتهديدات اخرى بضرب لبنان

وسوريا ، والتلويح بضرب المفاعل النووي الايرانى ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل التهديدات الاسرائيلية بالحرب حقيقة ام خيال؟

خلال بداية العام الحالي كان وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتز من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو , قد هدد بتصفية قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة عقب الاشتباكات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين أحدهما ضابط برتبة رائد.

 وقال شتاينتز في تصريح له : ” إن إسرائيل ستقوم عاجلا أو آجلا بتصفية ما أسماه النظام العسكري الموالي لإيران في قطاع غزة، في إشارة إلى حركة حماس، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا جدول زمنيا محددا لهذه العملية لكن إسرائيل لن تقبل أن تواصل حماس تعزيز قدراتها العسكرية بترسانة من الصواريخ تهدد الأمن الإسرائيلي.

 حديث وزير المالية الإسرائيلي يأتي بعد ساعات من تصريح لوزير الحرب إيهود باراك الذي أكد فيه أن تل أبيب سترد على مقتل الرائد إيليراز بيريتس والرقيب إيلان سفياتكسوفكي في غزة في شهر مارس المنصرم في اشتباك مع مقاومين فلسطينيين.

 ويري باراك وجهاز المخابرات الإسرائيلية أن مقتل جنديين تحولا في سياسة حماس لجهة تهدئة الحدود وهو ما قد يفرض على حكومة نتنياهو تحديات أمنية كبيرة.

 واستمرار للهجة التهديد والوعيد التي تنتهجها اسرائيل هدد وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد إردان بشن عدوان واسع جديد على قطاع غزة على غرار ما وصفها بـ"عملية الرصاص المسكوب"، في إشارة للحرب الإسرائيلية على غزة أواخر 2008 وبداية 2009.

وقالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن تهديد الوزير يأتي في ظل تعرض منطقة النقب لهجمات بقذائف هاون وصاروخ يعتقد أن جماعات فلسطينية مسلحة أطلقتها من داخل القطاع.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما وصفتها بالمواجهات الإسرائيلية مع غزة باتت تلقي بظلالها على الجهود الأميركية لنزع فتيل الخلاف بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، في إطار مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين

 وبالنسبة لتهديد سوريا ولبنان فلقد ادّعت وسائل إعلام إسرائيلية أن سوريا تنوي نقل منظومات صواريخ بعيدة المدى من طراز " سكود " إلى حزب الله اللبناني .

وزعمت أن مقاومي حزب الله تلقوا الصيف الماضي تدريبات داخل الأراضي السورية، على استخدام منظومات دفاع جوي، إضافة إلى استخدام صواريخ "سكود" قبل نقلها سرا للأراضي اللبنانية ووضعها تحت تصرف مقاتلي الحزب نفسه.

وبيّنت أن إسرائيل رصدت هذا التطور، وأنها نقلت عبر دولة قطر وتركيا تهديدات شديدة اللهجة بشن هجوم على سوريا في حال سلمت حزب الله صواريخ "سكود"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة دخلت هي الأخرى على خط التهديدات ونقلت لسوريا عبر القنوات الدبلوماسية رسائل وتهديدات مماثلة.

 ولم يغيب عن بال وسائل الإعلام الإسرائيلية طرح إمكانية ألا يكون حزب الله قد استلم صواريخ "سكود" فعلا، بينما تشير وسائل أخرى إلى أن الصواريخ أصبحت في متناول يد حزب الله.

جيش الاحتلال في شهر مايو المنصرم بدا بسلسلة مناورات حيث بدأ تمرينًا قطريًا للجبهة الداخلية استمر 5 أيام، وتم خلاله التدريب على التعامل مع احتمال تعرض (إسرائيل) لإطلاق مئات من الصواريخ والقذائف الصاروخية من سوريا ولبنان وقطاع غزة في وقتٍ واحد.

 وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن التمرين الذي يحمل عنوان "نقطة تحول 4" هو الأكبر على الإطلاق في الكيان الإسرائيلي وستقوم خلاله سلطات الطوارئ بالتمرين على مدار أسبوع كامل لفحص جهوزيتها في مواجهة سقوط مئات أو آلاف الصواريخ.

ومع الأخذ بالاعتبار رأي المحلل الإسرائيلي عكيفا ألدار في "هآرتس" بأن المشكلة تكمن في عدم فهم العرب للإسرائيليين، حيث يتعامل هؤلاء مع "ثرثرة" قادة الدولة العبرية بجدية أكبر مما يتعامل معها الإسرائيليون، وأن ثمة صعوبة كبيرة في إقناعهم بأن حملة التخويف لا ترمي إلا إلى صرف الرأي العام الإسرائيلي عن الخراب الذي تجلبه الحكومة على علاقات إسرائيل الخارجية، إلا أنه كان ملفتاً تركيز المستويات الإسرائيلية المختلقة على ما يسمونه "الخطر الكبير" الذي يشكله امتلاك "حزب الله" لصواريخ "م600" التي أشار المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان، إلى أنها ليست مجرد إضافة عادية لترسانة "حزب الله"، وإنما هي بمثابة الـ DNAالذي يكشف نمط الاستعداد للمواجهة المقبلة. حيث تقول المصادر الأمنية الإسرائيلية إن هذه الصواريخ تسبب القلق الشديد لجهاز الأمن وأكثر من صواريخ "سكاد"، إذ يدور الحديث عن صواريخ تصنع في سوريا، وفق هذه المصادر، وبإمكانها حمل رؤوس غير تقليدية، ويمكن إطلاقها خلال فترة وجيزة بسبب الوقود الصلب، إضافة إلى دقتها في الإصابة مقارنة مع الصواريخ والقذائف المختلفة التي بحوزة الحزب، فيما لا تملك إسرائيل النظم المطلوبة لتثبيط الصواريخ ـ عشرات آلاف الصواريخ ذات قطر 122 ميلمتراً وآلاف من صواريخ أثقل ـ ولا تزال "القبة الحديدية" في بدء طريقها، ولا يزال النظام الآخر الذي يفترض أن يلغي الفرق بينها وبين "حيتس" غير جاهز. وبالتالي، فإن الجيش الإسرائيلي، وإذا تم دفعه إلى مواجهة في لبنان، سيكون مضطراً إلى احتلال مناطق واسعة لإبعاد نيران الصواريخ التي تستطيع بلوغ مدى 40 كيلومترا، وأن يقوم في الوقت نفسه بعملية صعبة معقدة لاصطياد قواعد الإطلاق الثقيلة

هذه المعطيات التي ترجمها قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عيدون نحوشتان، بالقول، خلال مؤتمر الأمن القومي السنوي لمعهد "فيشر" للأبحاث الإستراتيجية، إن إسرائيل تستطيع حالياً ردع "حزب الله" وحركة "حماس"، لكنه لا يعلم إلى متى يمكن أن يستمر الردع بسبب تطور القدرات العسكرية لدى الحركتين، لا تعني، في واقع الأمر، سوى قرع طبول الحرب قبل أن تتمكن هاتان الحركتان من استكمال بنائهما الصاروخي والعسكري. وهو ما يتناغم ورؤى قادة القوات البرية والبحرية وأجهزة استخبارات الذين يستعجلون شن الحرب التي ستطال في لبنان، إضافة إلى أعضاء وبنية "حزب الله"، الجيش اللبناني المنتشر من جنوب الليطاني مع 15 ألف جندي، باعتباره "قوة معادية"، كما ستطال المدنيين اللبنانيين، ولاسيما في الجنوب، بزعم أن هؤلاء يدعمون المقاومة. وبالتالي، يجب تدمير البيئة الطبيعية والاجتماعية للمقاومة، سواء عبر التهجير مع منع عودة المهجرين قبل تحقيق الشروط السياسية الإسرائيلية، أو نسف كل البني التحتية والمنازل والمستشفيات والأسواق المدنية، كما حدث في حرب غزة 2008.

قال القائد السابق لمنطقة الشمال، الوزير يوسي بيلد إن "إسرائيل ليست معنية بمواجهة عسكرية مع لبنان أو سورية، ولكن الأمر يتطلب أن نأخذ بمنتهى الجدية التهديدات الصادرة عن قيادتي "حزب الله" ودمشق، وبأن تسلّح "حزب الله" في السنوات الأخيرة له انعكاسات بعيدة المدى على إسرائيل"، تناقضت أقوال نائب رئيس أركان الجيش، بيني غانتس المرشح لخلافة أشكنازي، مع تصريحات ضباطه حيث أكد على أن إسرائيل "لا ترغب بالحرب لكنها تواصل استعدادها". وحيثية ذلك هي "أننا نعيش في منطقة متوترة. وعلينا أن نرتاح للهدوء الذي تشهده هذه المنطقة دون الاعتماد عليه". ويضيف: "مبدئياً لا يوجد لدى أي لاعب في المنطقة مصلحة بالتصعيد. ولا أرى سبباً للتصعيد ولكن، نحن نمتلك مستوى عال من قوة الردع ونواجه تحدياً كبيراً جداً وبجاهزية عالية. واضح أنه لا يوجد خلاف حول أي شيء سوى أننا نريد أن يسود الأمن في المنطقة، ونحن هنا ندرك تماماً كيف سنرد على أي تهديد لهذا الأمن".

كما اختلف غانتس مع الأصوات التي تروّج إلى أن الجبهة الداخلية في إسرائيل قادرة على مواجهة الصواريخ المتوقع أن تصلها من الشمال والجنوب. ويقول: "ليس من الحكمة أو الذكاء الادّعاء بأن التهديد على الجبهة الداخلية غير موجود. إنه قائم ويمكن الشعور به. إنه تهديد ملموس". المؤكد أن هذه المعطيات المستجدة هي التي دفعت وزير الحرب أيهود باراك إلى القول بأنه "ليس هناك اضطرار لأن نجد أنفسنا في الصيف في وضع تدهور، على الرغم من تحذير الملك الأردني (عبد الله الثاني). إذ لا أحد يريد تدهوراً كهذا، لا نحن ولا سوريا"، وقول الرئيس المخضرم شمعون بيريس للرئيس الروسي ميدفيدف بأن "إسرائيل غير معنية بحرب مع سوريا أو بتسخين الحدود"، وإعلان نائب وزير الحرب متان فلنائي أن تل أبيب مررت رسائل "لكل من يعنيه الأمر" مفادها أن مناورة "نقطة تحوّل 4" لا تعني أن إسرائيل "تنفذ تحركات عسكرية خارج إطار التدريب".

من خلال تلك المعطيات وتلك نجد ان اسرائيل تلوح فقط كلاميا ببدء حرب جديدة وان تلويحها هذا ياتى في سياق سياسة الردع التي تنتهجها من سنين واذكر باراك وزير الحرب الاسرائيلي ما تحدث به عقب هزيمته في حرب لبنان امام  حزب الله قال : خرجنا من لبنان كما نجر ذنبنا بين ارجلنا

اكرمكم الله وعافاكم .


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018