صبراً يا أهل الضفة فالفجر آت

آخر تحديث:  03 نوفمبر, 2010 07:46 م  قسم أقلام حرة

صبراً يا أهل الضفة فالفجر آت

صبراً يا أهل الضفة فالفجر آت...

 

بقلم/ أ. مصطفى الصواف

 

الاستهداف المزدوج للمجاهدين والمقاومين من قبل الصهاينة وأجهزة أمن السلطة في رام الله، بات واضحاً في جريمة الخليل التي استشهد فيها المجاهدان الكبيران نشأت الكرمي ومأمون النتشة منفذا عملية مفترق بني نعيم في الخليل ، والتي أدت إلى مقتل أربعة مغتصبين صهاينة من المستوطنين الذين يذيقون أهلنا في فلسطين وفي الخليل على وجه الخصوص ألواناً من العذاب ليل نهار.
 
هذه الجريمة التي فضحت هذه السلطة العميلة والمتعاونة مع الاحتلال أكثر مما هي فيه من فضائح لا يسترها الكذب والتضليل من قبل هذه الأجهزة وقادتها ومن يتولى كبرها، لأن الحديث فيها كثير وفيه من المعلومات الشيء الخطير سأسرد بعضها علها تنجلي الصورة أمام من على عينيه غشاوة أو على قلبه عمى.
 
الشيء الأول هو كذب هذه الأجهزة الأمنية التي أكدت أنها ألقت القبض على المجموعة العسكرية التي نفذت عملية الخليل، واستشهاد القائدين أكد كذب الرواية التي تحدثت بها تلك الأجهزة ونشرتها صحيفة "الأهرام" المصرية ، والتي باتت تشكل الخط الصهيوني المتعاون مع الاحتلال بشكل واضح في الصحافة المصرية.
 
هناك أمر مهم يجب الإشارة إليه، وهو ما قامت به أجهزة سلطة رام الله قبل عملية استشهاد القائدين الكرمي والنتشة، حيث قامت هذه الأجهزة بمداهمة بيت النتشة وتفتيشه والاعتداء على أهله وتحطيم أبوابه، ثم اعتقال والد الشهيد واحتجازه لعشرات الساعات قبل أن تطلق سراحه بعد استشهاد مأمون، ثم اعتقال ثلاثة من إخوانه لدى جهاز المخابرات، وإخضاعهم للتحقيق، حيث لا يزال ثلاثة من إخوان الشهيد مأمون معتقلين لدى أجهزة فتح في الضفة الغربية ولم يسمح لهم بالمشاركة في تشييع جثمان أخيهم أو إلقاء نظرة الوداع عليه.
 
عمل منافٍ لكل القيم والأخلاق، ومداهمة لها مدلولات كبيرة تؤكد تواطؤ هذه الأجهزة مع الاحتلال، وأن هذه الأجهزة قدمت ما تمكنت من الحصول عليه من معلومات خلال حملة الاعتقالات الواسعة بعد عملية الخليل، والتي بنت قوات الاحتلال خططها وفقاً لما لديها من معلومات وكانت النتيجة هو هذا الاستشهاد المشرف لقادة عظام.
 
الأخطر من ذلك هو عملية التجسس والمراقبة التي قامت بها أجهزة فتح في الخليل ومتابعة كل الخيوط التي يمكن أن تكشف المكان الذي يلجأ إليه منفذا العملية، وهذا ما أدى إلى تحديد مكانهما ووضع الاحتلال في كل التفاصيل والتي عليها نفذ عملية الاغتيال، حيث أكدت المعلومات الواردة من حي أبو اسنينة الخاضع أمنياً لسلطة فتح أن عناصر من الأمن وبلباس مدني كانت تراقب المكان من كافة النواحي، وتقوم بعمليات تجسس واعتقال واستفسار عن المكان، وخلال ساعات قليلة من مداهمة بيت آل النتشة وحملة التجسس حول المكان والتأكد من أن المجاهدين كانا فيه كانت العملية الصهيونية وكان الاستشهاد.
 
هذه العملية وهذه المواجهة التي جرت بين المجاهدين الكرمي والنتشة، اللذين لم تكن في حوزتهما إلا أسلحة خفيفة ولكنهما كانا رجلين في أمة ورفضا الاستسلام وقاوما حتى الطلقة الأخيرة، وقضيا شهيدين؛ ولكن شهادتهما كانت تأكيداً على رسالة المجاهدين الذين يرفضون الاستسلام للعدو والخروج عراة مجردين من ثيابهم كما كان يفعل أبطال الاستعراضات ، فقد آثرا الشهادة على الاعتقال، وضربا مثلا للبطولة، كان عنوان المراحل السابقة وسيكون عنوان المرحلة القادمة.
 
لقد أكد الشهيدان على مبدأ أعلنه المجاهدون في الماضي القريب ويؤكدانه اليوم أن الطريق لتحرير فلسطين لا يمر إلا عبر مسلكين ، إما الشهادة أو النصر، وكلاهما يوصل إلى التحرير، أما التعاون مع الاحتلال والتنسيق الأمني والمفاوضات والاستسلام فلن يؤديا إلا إلى ضياع الحقوق والمهانة.
 
صحيح أن أشقاء الشهيد النتشة باتوا اليوم موزعين بين سجون فتح في الضفة الغربية حيث يقبع فيها ثلاثة منهم، ورابع يقبع في سجون الاحتلال، ومن الأمور التي يستشهد بها هو حملة الاعتقالات التي طالت المشاركين في تشييع جثمان الشهيدين سواء في الخليل أو طولكرم ، والذين رددوا العبارات الداعية إلى الانتقام، مطالبين كتائب القسام والمقاومة بالرد على جريمة المحتل، هذه الاعتقالات خير دليل على تواطؤ أجهزة فتح وتعاونها وملاحقتها للمقاومة والتي باتت تشكل هاجسا ورعبا كبيرا لهذه الأجهزة تماما كما تشكل نفس الهاجس والرعب للاحتلال الصهيوني.
 
استمرار هذه الأوضاع في الضفة لن يدوم، وهذه السجون ستكسر أقفالها، وقيود المقاومة ستنكسر.
 
فصبرا آل النتشة وآل الكرمي وآل ياسين وآل السمان، وآل كل الشهداء الذين ارتقوا على أيدي المحتل وأعوانه من أجهزة أمنية فأنتم الباقون وهم إلى زوال.

إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018