ما حقيقة الدماء والبقع الحمراء والزرقاء في جسد عرفات؟

آخر تحديث:  05 يوليو, 2012 01:54 م  قسم ملفات وتقارير

ما حقيقة الدماء والبقع الحمراء والزرقاء في جسد عرفات؟

الرئيس الراحل ياسر عرفات

البراق - بيت لحم 

تقرير خاص لوكالة معاً الإخبارية

 

في خِضم المعركة التي أثارها تحقيق قناة "الجزيرة" حول ظروف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، وفي إطار متابعة "معا" لتداعيات هذا الموضوع، أكّد سماحة الشيخ الدكتور تيسير التميمي أن جسد الرئيس الراحل ظهرت عليه دلالاتٌ مثيرةٌ فسّرها أحد الأطباء بوجود سم في جسد عرفات.


وقال التميمي في حديث للزميل كريم عساكرة إنه وخلال تغّسيل جثمان الرئيس كانت الدماء تنزف من رأسه وعدة أماكن في جسده رغم مرور اربع ساعات على وفاته، الأمر الذي استدعى منه طلب شريط طبي لاصق لوضعه على أماكن النزف، وسأل التميمي الطبيب الذي أحضر له الشريط الطبي وهو من أصل جزائري أو مغربي ويتكلم العربية عن سبب هذا النّزف فأجابه أن هناك أنواعا من السموم تتسبّب بفقدان خاصية تجلّط الدماء.

وأضاف التميمي الذي كان يشغل منصب قاضي قضاة فلسطين ومعروف بقربه من الرئيس الراحل، أنه وخلال كشفه على جثمان عرفات رأى بقعا زرقاء وأخرى حمراء موزّعة في أماكن مختلفة من جسده خاصّة في ذراعيّه وساقيّه، مما ولّد- بحسب التميمي- قناعة راسخة لديه بأن الرئيس مات مسموما، وأعلن ذلك عدة مرات في مؤتمرات صحافية.

وكانت إسرائيل مطلع عام 2002 فرضت حصارا عسكريا على الرئيس ياسر عرفات في مقر المقاطة برام الله ومنعت تنقله وأمعَنت في تضّييق الخناق عليه حتى تدهورت حالته الصحية بشكل خطير استدعى نقله الى مستشفى في فرنسا في 29 تشرين الأول 2004 ليعلن الأطباء وفاته يوم 11 تشرين الثاني 2004، وسط شكوك عالية بأن موته جاء نتيجة لتسمم أوصله إلى مرحلة الموت البطيء.

وأستذكر التميمي في حديثه لـ "معا" آخر اللحظات التي عاشها مع عرفات والتي سبقت وفاته، قائلا: في 10 رمضان قبل استشهاد الرئيس بأسبوعين كنت معه لتناول طعام الإفطار فطلب مني افراد الطاقم الطبي التونسي الذين حضروا لعلاج الرئيس الذي بدت عليه علامات المرض الخطير أن اقنعه بأن يفطر في رمضان لأنه يعاني من مرض خطير يؤدي إلى تكسر صفائح الدم ولا يبقي شيئا في معدته وان في صيامه خطر على حياته.


واضاف "حاولت أن اقنعه أن يفطر لكنه رفض وقال لي لا يمكن ذلك فأنا وبعد أن وصلت سن 74 عاما أفطر!؟ وبقي صائما وأفطرنا معا عندما أذن المغرب، ولكنه كان في هزال شديد ويبدو عليه الإعياء الشديد".

"عرفات مات وهو يكابر على نفسه هكذا عوّدنا دائما"- يتابع التميمي- شكى الرئيس من ألم في أسنانه وطلب أن يخرج للعلاج لكن إسرائيل رفضت أن يخرج من المقاطعة، ورغم شدة ألمه ومعاناته تحت الحصار قال لنا "أنا أعاني من شوية انفلونزا وأنا بصحة جيدة"، حقيقة هو لا يريد أن يعترف أنه مريض ومصاب بمرض صعب.

 

وبشأن الدعوات لاستخراج رفات الشهيد عرفات لفحصها، بيّن الدكتور التميمي أنه لا يوجد حرج شرعي أو ديني طالما أن إعادة فحص جثة الرئيس يمكن أن توصل إلى الحقيقة وكشف الذين قتلوه.


ورأى التميمي أن المسؤولية عن وفاة الرئيس الراحل تتحملها إسرائيل، بدءا بالحصار الذي فرضته عليه وصولا إلى أكثر من تصريح صدر عن ساسة إسرائيل على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارائيل شارون وكذلك الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن، بأن الرئيس عرفات سيغيب عن المشهد السياسي قبل نهاية العام. وقال: "الرئيس قضى بجريمة مدبرة مع سبق الإصرار".

يذكر أن الإذاعة الإسرائيلية كشفت في وقت سابق عن فحوى حديث دار بين أرائيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي زمن عرفات ورئيس أركان جيش الإحتلال شاؤول موفاز، استطاعت مايكروفونات الاذاعة التقاطها، حيث كان الاثنان يناقشان تقدم الدبابات نحو مقر عرفات في المقاطعة، وخلالها طلب موفاز من شارون استغلال الفرصة للتخلص من عرفات. 

ورفضت اسرائيل اتهامها باغتيال الرئيس عرفات باسخدام السم، وفيما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية انه لا يمكن الاعتماد على نتائج التحقيق الذي اكتشف اثار مادة البولونيوم المشعة.

 

وادّعى الرئيس السابق للشاباك آفي ديختر، انه لم تكن اسرائيل ولا جهاز الشاباك يحضران الطعام لعرفات، وقال:"لقد كان لعرفات اعداء كثر من الداخل والخارج".
 

إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018