آباء خلف القضبان يقتلهم الهم على الزوجة والأبناء

آخر تحديث:  30 يونيو, 2012 07:15 م  قسم ملفات وتقارير

آباء خلف القضبان يقتلهم الهم على الزوجة والأبناء

الأسرى في سجون الاحتلال

البراق - الضفة المحتلة

 

 

 

تتضاعف أوجاع الأسير المتزوج والأب آلاف المرات عن زملائه خلف قضبان الاحتلال، فإلى جانب ظلمة السجن وقسوة السجان يقتله الهم على الزوجة والأبناء.


وفي السجن حكايات كثيرة, فأغلب الأسرى أزواج وآباء, أحدهم الدكتور أمجد قبها بن بلدة برطعه، الذي أمضى في السجن عشرة أعوام، وكان اعتقل في تموز 2002 بعد زواجه بعدة شهور، ورُزق بطفلته الوحيدة "تسنيم" بعد شهر, ليبدأ معاناة جديدة بمرارة حرمانه منها.

ويقول برطعه لمركز أحرار لدراسات الأسرى "أن تصبح أبًا من خلف القضبان, وأن تأتي زوجتك العروس وعلى يديها طفلتك لزيارتك, ولا تجد أمامك سوى 45 دقيقة لتعطي زوجتك اهتمام الزوج وطفلتك حب الأب فالأمر صعباً للغاية".

ويضيف بحزن "لم أجد شيئًا سوى أن أطلب من زوجتي أن تعطي تسنيم كل ما تريد ولا تجعل في خاطرها شيئًا إلا وتحققه لها".

 

حمَّالة الهم

 


ولا تقل المعاناة لدى الزوجة المسكينة التي تبكي زوجها المغيب ولا تعلم كيف حاله, إلى جانب عبء الولادة بعيدًا عنه, وتربية الطفلة لوحدها.

وتؤكد أم تسنيم قبها أن معاناة المرأة الفلسطينية المتزوجة كبيرة جدًا، والحمل الملقى على عاتقها أكبر من غيرها, ولكن هو حال الأسرة الفلسطينية, فالمرأة في بلادنا إما أن تكون زوجة أسير أو أخت شهيد أو أم مطارد.."

الأسير الصفحي نواف العامر هو الآخر تحرق قلبه نيران الفرا،, وحالت القضبان بينه وبين أبنائه بل وأحفاده, ويقول "اعتقلت أكثر من مرة وأبعدت إلى مرج الزهور, وفي كل سجن كانت تزيد آلامي لبعدي عنهم".


ويضيف "اليوم أصبحت جدًا, فابنتي البكر رزقت بطفلة, ومشاعري اليوم أكثر شوقًا لاحتضان أبنائي وأحفادي".


 

الفرق بين الاعتقالين!



ولا يجد الأبناء وسيلة للتواصل مع آبائهم والتعبير لهم عما تختلج صدورهم من حب واشتياق سوى برامج الأسرى التي تبثها الإذاعات المحلية, والتي هي أيضًا تشبع شيئًا من شغف الآباء هناك في السجون.


يقول عامر "لكل طفل من أطفالي معزة ومكانة ومحبة, وحينما أسمع أصواتهم وهم يتحدثون إلي عبر الإذاعات المحلية ويطيرون التحيات لي يزداد شوقي لهم, حقًا الأسير المتزوج والأب يتألم آلامًا مضاعفة عن غيره مع أننا في ظروف واحدة".

وقد ذاق الأسير علاء أبو خضر من قرية الجديدة في جنين من نفس الكأس المرة، حيث أمضى 16 عامًا في سجون الاحتلال قبل الزواج, واليوم يقضي اعتقالاً إداريًا وهو زوج وأب لطفلين.

وتحدث "الفرق ما بين أسر الانسان وهو متزوج وأسره وهو أعزب لا يمكن المقارنة بينهما, فهو كبير بكل ما تعني الكلمة".

ويكمل "بصدق إن ال16 عامًا التي مرت وأنا بالسجن عندما كنت أعزبًا أسهل من هذه الشهور الست التي تركت بها زوجة وطفلين, فصورتهم لا تفارقني, بينما القلق عليهم والتفكير بحالهم له حكاية أخرى تؤلمني".


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018