في ذكرى الكرامة ال 44 ، نحتفى بالذكرى ونستذكرها

آخر تحديث:  22 مارس, 2012 12:07 ص  قسم ملفات وتقارير

في ذكرى الكرامة ال 44 ، نحتفى بالذكرى ونستذكرها

 

البراق - غزة

 

 

 

يصادف اليوم الذكرى الرابعة والاربعون لمعركة الكرامة ، والتي صادف وقوعها في فجر الحادي والعشرون من شهر آذار عام 1968 ، حيث قامت قوات من جيش الاحتلال كبيرة معززة بالاليات والدبابات باجتياز نهر الاردن في عدة محاور وخصوصاً قرب قرية الكرامة الاردنية جنوبي غور الاردن على اربعة ، كان الهدف من هجوم هذه القوات هو احتلال قواعد المقاومة الفلسطينية شرقي النهر ، والتي كانت مرتكزاً لانطلاق الهجمات الفدائية باتجاه معسكرات العدو الصهيوني في الاراضي المحتلة غربي النهر ، وفور عبور طلائع قوات الاحتلال جوبهت بمقاومة عنيفة من قبل مقاتلي حركة فتح المتمركزين شرقي النهر  وصلت لحد الاشتباك بالسلاح الابيض ، ولم تستطع القوات المهاجمة التقدم أكثر من بضعة مئات من الامتار بسبب المقاومة العنيفة جداً ، مما جعل قوات الاحتلال تقوم بانزال جوي بواسطة المروحيات لدعم قواتها ، وفور بدأ القتال تدخلت القوات الاردنية في القتال .

 

وقد اصدر الرائد - في ذلك الوقت - " مشهور حديثة " أوامر لقواته بالتصدي لقوات جيش الاحتلال ، وبدأت المدفعية الاردنية بقصف مكثف للقوات الغازية لدعم موقف قوات حركة فتح في ارض المعركة ، مما الحق خسائر فادحة في القوات الغازية ، وفي منتصف النهار وبتأثير الخسائر الكبيرة في قوات جيش الاحتلال طالبوا بوقف اطلاق النار من خلال وسيط دولي ، الا أن المقاتلين الفلسطينيين والقيادة الاردنية استمروا بالقتال ، وابلغ الجانب الاردني الوسيط الدولي بأنه لن يتم وقف اطلاق النار حتى انسحاب آخر جندي من جيش الاحتلال من شرقي النهر ، ولم يستطع جنود الاحتلال الانسحاب قبل مساء اليوم تاركين جرحاهم وقتلاهم وخسائرهم في أرض المعركة لاول مرة في حرب بينهم وبين العرب .

 

كانت قوات جيش الاحتلال المهاجمة تقدر بحوالي 15000 جندي ، موزعين على اربعة الوية ، لواءان مدرعان ولواءان مظليان من قوات النخبة ، مدعمين بخمس كتائب مدفعية ميدانية وأربعة اسراب طيران ، ولم يتمكن سلاح الجو في الكيان من التأثير على ميدان المعركة بسبب التحام الجانبين .

 

بلغت خسائر جيش الاحتلال سبعين قتيلا ومائة جريح وفقدان 45 دبابة و25 عربة مدرعة وسبعة وعشرين مركبة والية مختلفة واسقاط خمس طائرات .

 

سقط من الجانب الفلسطيني سبعة عشر شهيدا ومن الجانب الاردني عشرين شهيداً ، وتدمير معظم بلدة الكرامة .

 

تعتبر معركة الكرامة انتقالة مهمة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، حيث يعتبر الانتصار النوعي الاول كبير الحجم منذ هزيمة حزيران عام 1967 ، حيث تجذرت الثقة في قوات الثورة الفلسطينية ، وانكسرت اسطورة جيش الاحتلال الذي لا يقهر ، وتوجه عشرات آلاف الشبان الفلسطينيين والعرب والاجانب المناصرين للثورة للانضمام والتطوع في صفوف حركة فتح ، مما ادى لتطور نوعي في كم ونوع العمليات المنفذة ضد الاحتلال الصهيوني .

 

سطرت معركة الكرامة أقوى انواع التلاحم بين المقاتلين الفلسطينيين والاردنيين على ارض المعركة أمام العدو الصهيوني المشترك ، فلولا قتالهم جنبا الى جنب ببسالة وتلاحم منقطعي النظير لكان من الممكن ان يتغير تاريخ المنطقة الى الابد ، فحجم قوات جيش الاحتلال يظهر نية كيان الاحتلال الاحتفاظ بأراض شرقي النهر بهدف التوسع وابعاد المقاومة عن الحدود ، ولولا الدعم المدفعي الاردني للمقاتلين الفلسطينيين لاختلف مسار المعركة ، وتبقى الكرامة نقطة مضيئة في تاريخ الكرامة العربية ، والنضال الفلسطيني في وجه الاطماع التوسعية الصهيونية .


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018