صفقة تبادل الأسرى واقعها ومصيرها

آخر تحديث:  23 أكتوبر, 2021 11:47 ص  قسم الأسرى

صفقة تبادل الأسرى واقعها ومصيرها

صفقة تبادل الأسرى واقعها ومصيرها

البراق - وكالات 

لوحظ في الأيام المنصرمة الإغراق من قبل الصحافة العبرية في الحديث عن صفقة الأسرى بين حماس والاحتلال، فضلا عن التناقض في تناول الموضوع؛ فتارة تؤكد الصحافة العبرية وجود تقدم ملموس في إبرام الصفقة وتارة أخرى تؤكد النقيض تماما وهو عدم وجود أي تقدم فيها. 

في الحقيقة، إن الإغراق والتناقض في قضية صفقة الأسرى ليسا أمرا اعتباطيا وإنما هو مدروس بعناية من قبل أذرع الدعاية الإسرائيلية، بهدف خلق حالة من التخبط في الشارع الفلسطيني إزاء الصفقة من شأنه _بطريقة أو بأخرى_ تضييق هامش المناورة أمام قيادة المقاومة، وبالتالي إنجاز الصفقة بأي ثمن. 

لكن ما سبق لا يعني بالضرورة أن هذه المحاولة الدعائية التي يقوم بها الاحتلال بشأن الصفقة قد نجحت أو أنها ستنجح في قابل الأيام، فالأمر في نهاية المطاف منوط بالدرجة الأولى بوعي الجبهة الداخلية الفلسطينية. 

في المقابل، فإن المراقب لسير الأحداث يرى بوضوح التراجع التدريجي في موقف الاحتلال في موضوع صفقة تبادل الأسرى مع حماس.

وهذا التراجع مرده إلى سببين جوهريين..

 - السبب الأول يتعلق بالقدرة والكفاءة العاليتين لدى المق.اومة في قطاع غزة في إدارتها لموضوع الصفقة في ظل الظروف المتقلبة والأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، إلى جانب ما تبديه الحاضنة الشعبية في غزة من صمود أسطوري ومؤازرة للمقاومة.

فقدرة المقاومة وصمود الشعب دفع بالاحتلال إلى تغيير ليس موقفه فحسب وإنما كذلك مبادئه بخصوص الصفقة. 

ففي البداية كان الاحتلال يرفض من حيث المبدأ إخراج جنوده الموجودين في قبضة المقاومة عبر صفقة تبادل، مراهننًا بذلك على قدراته الاستخبارية في تحديد مكانهم وتحريرهم بعملية أمنية فيما بعد. 

لكن بعد فشله في ذلك، اتجه إلى محاولة بائسة باقناع الفاعلين بابرام صفقة جوهرها أن يتم إطلاق سراح جنوده مقابل تهدئة طويلة الأمد فقط، دون أي استحقاقات أخرى تدفعها للمق.اومة. 

ومن ثم اتجه الاحتلال إلى ترويج إبرام صفقة عمادها، إطلاق جنودها مقابل الإعمار وإنعاش الاقتصاد في غزة. 

لكن اليوم أدرك الاحتلال أن لا سبيل أمامه لمعرفة مصير جنوده وإطلاق سراحهم إلا عبر طريقة واحدة ووحيدة ألا وهي صفقة تبادل أسرى.

وبكلمات أخرى اقتنع الاحتلال بأنها يجب أن يطلق سراح عددا كبيرا من الأسرى الفلسطينيين من سجونه مقابل جنوده على غرار صفقة جلعاد شاليط. 

- والسبب الثاني يتعلق بعامل الزمن وانعكاسه على متخذي القرار في حكومة الاحتلال ، فرئيس حكومة الاحتلال السابق نتنياهو كان يعتبر انجاز صفقة تبادل أسرى أخرى في فترة ولايته يعد فشلا كبيرا في أعين جمهوره، إذ إن صفقة جلعاد شاليط تمت في فترته. 

في حين أن نفتالي بينت، رئيس الحكومة الحالي، على ما يبدو، بات يرى أن معرفة المصير الحقيقي للجنود الإسرائيليين المأسورين لدى حماس وما يترتب عليه من إبرام صفقة تبادل، هو نجاح باهر في إنجاز ما فشل في إنجازه نتنياهو. 

وثمة نقطة أخيرة وجب التنويه إليها وهو أنه من المبكر الحديث عن (التوصل لاتفاق صفقة تبادل أسرى) في الأيام القريبة، فهذا الأمر يحتاج إلى سلسلة من المفاوضات الشاقة التي قد تستغرق أياما وشهورا وربما تعثرت أكثر من ذلك. 


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018