لبيك اللهم لبيك،، بقلم الدكتور أحمد الأشقر

آخر تحديث:  16 نوفمبر, 2010 12:28 م  قسم أقلام حرة

لبيك اللهم لبيك،، بقلم الدكتور أحمد الأشقر

 

لبيك اللهم لبيك

 

لبيك ربى أرواحنا , لبيك ربى دمائنا , لبيك اللهم ما خلقتنا لأجله و ما أحييتنا لنحييه , مجدا ضائعا نحن السبب فيه , تاهت العقول و ركعت للأهواء و الملذات فحكمتها النفوس.

 

الليلة تنتظر الأمة فجر العيد لألف و أربعمائة وإحدى و ثلاثين عاما قد خلت منذ هجرة المصطفى محمد صلوات ربى و سلامه عليه. 1431عاما جربت الأمة فيها دينها فعزت و نشرت العدل و الأمان في ربوع المعمورة , وبعدت أيضا فيها عن دينها فذلت و تبدل نهارها بسواد ليلها الحالك.

 

الليلة يقف زهاء الأربعة ملايين حاج على جبل عرفات ينتظرون الفجر القريب القادم يرددون بصوت واحد خاشع قد نسى الدنيا الفانية و لو للحظة يهتفون من قلب حناجرهم ... لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك ... ما أجمل الليلة هناك !!!

 

الليلة ما أحزنها هناك !!! كما في كل ليلة في قلب الإسراء و أرض الرباط  و الجلد , هناك مسجد قد بكت مآذنه من هجران الموحدين المجاهدين ,  في قلب الأقصى يتحدث المسجد الحزين بصوت هافت مكلوم و ينظر بعين دامعة قد احمررت من جور الطغاة على مر السنين , يتلمس في ظلمة الليل ليصل بسكونه إلى المسجد الحرام , إلى هناك إلى المسجد النبوي الشريف ليشفق على حال الملايين التي تقف على ذاك الجبل الأشم في شعاب مكة لتذكرهم بأنني أنا الأقصى الحزين أصمت في عتمة السنين , أنتظر بضعا من الملايين , من المهاجرين , من المجاهدين و من الذين لربهم طائعين , لعدوهم قاهرين لينصروا في ضعفا قد تكالبت بى عليه السنين!!!

 

الليلة يشتاق الأقصى إلى نفر من الموحدين الذين يعلمون أن لبيك اللهم لبيك لا تكفى أن تكون من على ذاك الجبل و حسب , بل يجب أن تتحرك جحافل المجاهدين و أمم الحجيج تجاه القبلة الأولى و مسرى الرسول لتنقذه من براثن الصهاينة و الصليبيين و المتآمرين , لتكون الكلمات صادقة فالقول لا يكمله إلا صدق العمل.

 

الليلة , من غزة  نرفع الأنظار إلى عنان السماء نرقب النجوم , نخاطب السماء ... تتعانق الكلمات و الدعوات و الهتافات من فؤاد الأمهات و من صرخات الباكيات و آهات الرجالات و حنين الذكريات مع الحجيج هناك , مع الذين يرددون لبيك اللهم لبيك لتنطق غزة بكلمات كلها إباء و عزة و تقول : لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , لبيك و اجعل من جماجمنا لعزك سلما , تشتاق غزة لأن تقبل ثرى القدس الحزين ... تشتاق غزة لأن تعانق الضفة , تعانق اللد و الرملة , تعانق بغداد و دمشق والرباط.

 

كل عام و الأمة  خير , كل عام و الأقصى بخير , كل عام وفلسطين بألف خير , كل عام وقوافل الشهداء إلى الجنان تمضى بخير.

 

 

د / أحمد محمد الأشقر

عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية

غزة – فلسطين

الاثنين 9ذو الحجة 1431


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018