اغتسل ولبس أجمل ما عنده ليزف عريساً لفلسطين: جماهير الضفة تشيع الشهيد التميمي

آخر تحديث:  11 ديسمبر, 2011 01:38 م  قسم محليات

 اغتسل ولبس أجمل ما عنده ليزف عريساً لفلسطين: جماهير الضفة تشيع الشهيد التميمي

شيعت جماهير غاضبة ظهر اليوم شهيد المقاومة الشعبية في قرية النبي صالح مصطفى عبد الرزاق التميمي البالغ من العمر 27 عاما بعد استشهاده أمس على اثر اغتياله بدم بارد من قبل قوات الاحتلال أول امس بصاروخ غاز اصابه في رأسه بشكل مباشر من مسافة قريبة جدا .

وقد بدأت مسيرة التشييع الحاشدة من مجمع فلسطين الطبي يتقدمها جثمان الشهيد التميمي حيث جابت المسيرة شوارع مدينة رام الله مرورا بميدان المنارة وصولا الى مقر الرئاسة ( المقاطعة ) حيث شارك في التشييع الالاف من ابناء شعبنا والمتضامنين الاجانب يتقدمهم أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم و محافظ محافظة رام الله د- ليلى غنام وقادة في فصائل العمل الوطني ومؤسسات رسمية وشعبية ودولية .

وبعد وصول موكب الجنازة الى مسقط رأسه في قرية النبي صالح بدأت مسيرة تشييع اخرى بدءا من النقطة التي اُغتيل فيها التميمي من قبل قوات الاحتلال الجمعة الماضية اثناء مشاركته في المسيرة السلمية الاسبوعية المناهضة للاستيطان والاحتلال ، وردد المشاركون الغاضبون هتافات منددة بقتل مصطفى، ومؤكدة على السير على دربه وداعية لمحاكمة جيش الاحتلالعلى فعلته الجبانة ومستنكرة للصمت الدولي ازائها . 

وبعد وداع الشهيد من اهله واقاربه في منزله الكائن في القرية والصلاة عليه في مسجد تميم ابن أوس الداري والسير بجنازته في ساحة الشهداء وسط القرية وارى الشهيد مصطفى الثرى وسط مشاعر من الأسى والألم والغضب على الاحتلال مع تأكيد من قادة الفصائل الذين شاركوا في مهرجان خطابي على ان المقاومة الشعبية هي خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم والطغيان.



من جانبه اكد مفوض التعبئة والتنظيم في حركة فتح وعضو اللجنة المركزية للحركة محمود العالول على ان روح التميمي ستبقى ترفرف في سماء الحرية وبان الشهيد هو رمز من رموز المقاومة الشعبية الباسلة التي دعا لدعمها وتعميمها وتكثيف الجهود للمشاركة في مواقع الفعل المقاوم على امتداد الوطن المحتل.

وشدد صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على ضرورة محاكمة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه التي كان اخرها اعدام التميمي بدم بارد رغم انه متظاهر سلمي اعزل امام اعين المجتمع الدولي .

وجددت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية ( انتفاضة ) في النبي صالح عبر كلمة ألقاها القيادي في الحركة محمود شحادة على ان اقدام الاحتلال على قتل مصطفى بقصد ثني هذه القرية الصغيرة في الحجم الكبيرة في الفعل والصامدة في وجه المحتل ، فان الاحتلال لن يستطيع كسر ارادتنا بل وعلى العكس تماما في ان دماء مصطفى الطاهرة ستشكل دافعا لنا لمواصلة مقاومتنا الشعبية وصولا الى ازالة الاحتلال بكافة اشكاله وتعبيرات وجوده.

واضاف شحادة بان على مؤسسات حقوق الانسان ان تتحرك في سبيل مقاضاة ومحاكمة قادة جيش الاحتلال وقتلة الشهيد مصطفى والابرياء من شعبنا في غزة والضفة لمنع الاحتلال من مواصلة فاشيته وسياسته الهادفة الى قتل الفلسطيني وسلب ارضه .

وبعد انتهاء المهرجان الخطابي، انطلقت مسيرة جماهيرية عفوية حاشدة وغاضبة على الاحتلال نحو اراضي القرية المصادرة والبرج العسكري المقام على مدخل القرية للتعبير عن غضبهم على قتلة الشهيد وللتاكيد على مواصلة النضال والمقاومة ، وشارك في المسيرة المئات من الشبان من القرية والقرى المجاورة يرافقهم العشرات من المتضامنين الاجانب ، الا ان جنود الاحتلال الذين لم تعيبهم جريمتهم الشنيعة هاجموا المتظاهرين الغاضبين العزل بقنابل الغاز والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي والمياه العادمة حيث فشل الجنود في منع المتظاهرين من التقدم الى الامام لتنشب بعد ذلك مواجهات مباشرة وعراك بالايدي بين الجانبين اسفرت عن اصابة المتضامن جوناثان بولاك بجروح بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح بالهروات ، كما اصيبت المواطنة اشيرة بالاختناق الشديد نتيجة استنشاقها كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع والاعتداء عليها بالضرب المبرح ايضا ، ناهيك عن اعتقال اربعة متضامنين اجانب وهم ايال نير ، شاي جوغسكي ، تال كنج ، اندري واعتدوا عليهم بالضرب المبرح قبل اقتيادهم لجهة مجهولة ولا تزال حالة من التوتر تسود المنطقة .

الجدير ذكره ان قوات الاحتلال فرضت منذ ثلاثة ايام طوقاً امنيا، مشددا على قرية النبي صالح وانتشرت قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود في محيط القرية وبالقرب منها بطريقة استفزازية للمواطنين ولاقارب الشهيد ورفاقه

إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018