رزقة: نشهد بداية تصحيح للعلاقة مع الأردن

آخر تحديث:  01 نوفمبر, 2011 12:01 م  قسم سياسية

رزقة: نشهد بداية تصحيح للعلاقة مع الأردن

 

وصف المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة يوسف رزقة ظهر الثلاثاء تصريحات رئيس الوزراء الأردني الجديد عون الخصاونة حول إبعاد قادة حركة حماس عن الأردن "بالإيجابية".

 

وقال رزقة ظهر الثلاثاء إن هذه التصريحات تمثل بداية تصحيح للعلاقة الأردنية مع حركة حماس وتصب في مصلحة القضية الفلسطينية وتعزز المصالح الأردنية أيضًا.

 

وكان الخصاونة قال الاثنين: إن "إبعاد قادة حماس عن الأردن قبل 12 عامًا كان خطأ دستوريًا وسياسيًا"، مؤكدًا أن بلاده تسعى لعلاقات متوازنة وجيدة مع جميع الأطراف.

 

وأشار الخصاونة إلى أن الزيارة المرتقبة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لعمان ستفتح طريقا جديدا للتعامل بين حماس والحكومة الأردنية الجديدة التي رأى أنها "أثبتت قدرة عالية من الانفتاح على كافة مكونات العمل السياسي والأحزاب في الأردن وبالذات الحركة الإسلامية".

 

ولفت رزقة إلى أن "هذه الحكومة تنظر باهتمام إلى أن تكون العلاقات مع حماس طبيعية دون أن يكون لذلك تأثير سلبي على علاقة الأردن بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبار أنها هي الممثل الرسمي الذي تعترف به الأردن في هذا المجال".

 

وأضاف "ننظر إلى هذه الخطوة في هذه الظروف بالمهمة لا سيما وأن جكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو واليمين ما زالت متشبثة في مشروع الأردن الوطن البديل".

 

وشدد رزقة على أن حركة "حماس" تملك الاستراتيجية الواضحة المطمئنة للأردن والتي ترفض هذا الحل جملة وتفصيلا ولا تتعامل معه، وأيضا ترفض فكرة الوطن البديل.

 

ورأى في تصريحات الخصاونة بأن إبعاد قادة حماس خطأ دستوري وسياسي هو أن "الواقع الحالي يحتاج إلى تصحيح ولا يمكن أن يستمر في هذا المجال لأن الاردن أيضا لم يحقق مكاسب من إبعاد قادة حماس بل كان ذلك له تأثير سلبي على الأردن حكومة وشعبنا".

 

وتابع "النظام الأردني يعرف المزاج الشعبي والرأي العام المؤيد لحماس، إضافة إلى أن الخصاونة بكونه قاضيا واعيًا يستطيع في هذه الفترة الدقيقة أن يصحح هذا الخطأ".

 

ونبَّه رزقة إلى أن الأردن ينظر حاليًا إلى المستقبل بتمتين العلاقة مع حماس في ظل هذا الصعود المتنامي للحركة الإسلامية ليس في الأردن فحسب بل في الأقطار العربية خاصة الأقطار التي شهدت تغيرات ثورية، واستبدال لأنظمة الحكم سواء في ليبا أو مصر أو تونس.

 

زيارة مشعل

 

 

وحول الخطوة المقبلة المطلوبة من الأردن، قال رزقة: إن "الفلسطينيين والأردنيين ينتظرون الخطوة الأولى وهي زيارة مشعل التي تأجلت"، مشيرا إلى أنه لم يتحدد حتى الآن الموعد الرسمي لها، مضيفًا "أعتقد أنها قريبًا، وربما يكون في فترة عيد الأضحى المبارك".

 

وأشار إلى أن الظرف السياسي لا يقبل التأجيل لفترة طويلة من الزمن لأن كلا الطرفين يريد أن يتقدم خطوة يهديها إلى الرأي العام الفلسطيني والأردني بشكل واضح، وأننا إخوة نصحح خطأً قديمًا ونقيم علاقات تعاون في مواجهة الاستيطان والتهويد وخطوة الوطن البديل، وحماس حركة قوية وكبيرة وصفقة تبادل الأسرى أثبتت قدرتها على التعامل مع الواقع الدولي والاقليمي واستطاعت أن تقدم انجازًا كبيرًا.

 

وحول القضايا والملفات التي سيتم بحثها خلال زيارة مشعل، قال رزقة إن هذه الملفات هي استراتيجية المستقبل في الشأن الفلسطيني.

 

ولفت رزقة إلى أن مشعل سيتحدث مع الخصاونة والمسؤولين الأردنيين بانفتاح كبير حول مجمل الملفات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس والتهويد وكيفية مواجهة فكرة الوطن البديل.

 

وأكد أن مسألة نقل مقر "حماس" إلى الأردن الحديث فيها سابق لأوانه، مضيفًا "لا أعتقد أنها ستكون جزءًا من عملية النقاش بين الطرفين في هذه المرحلة على الأقل، ومع ذلك فالأردن الذي رحب بعودة العلاقة مع حماس قدم ورقة ايجابية في هذا المجال".

 

التعنت والثورات

 

 

وحول الأسباب التي دفعت الأردن لتصحيح علاقاتها مع حماس، قال رزقة: إن "شعور الأردن بأن هناك بابًا مغلقًا للمفاوضات وفشلها وتزايد تعنت الاحتلال واستعادة الحديث عن الوطن البديل والتوطين والموقف الغريب للولايات المتحدة بالأمم المتحدة من حق الفلسطينيين في الحصول على عضوية كاملة من الأسباب التي دفعت لذلك ".

 

ورأى أن من أسباب ذلك أيضًا السقف السياسي الجديد الذي نشأ في ظل ربيع الثورات العربية المختلفة ونجاحها في أكثر من بلد وصعود الحركات الإسلامية كجسم مقبول لقيادة التغيير في أكثر من ساحة عربية.

 

وأضاف "أصبحت الأردن أيضًا وهي موصوفة قيادتها بأنها تنظر للمستقبل بانفتاح وإلى الأطراف المشاركة في العمل السياسي بمرونة عالية منذ زمن الملك حسين رحمه الله"، لافتا إلى أن الأردن يملك حكمة في قراءة المتغيرات وفي التعامل معها.


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018