الأسير أبو خوصة.. ربع قرنٍ من الصيام بالعزل

آخر تحديث:  16 أكتوبر, 2011 06:05 م  قسم الأسرى

الأسير أبو خوصة.. ربع قرنٍ من الصيام بالعزل

 

لم يخضع الأسير محمد أبو خوصة لنفسه وكبر سنة واستمر في الصوم طوال أيام العام (عدا العيد وأيام التشريق) منذ 25 عامًا داخل زنزانته بالعزل في سجون الاحتلال.

 

ويقضي الأسير أبو خوصة من سكان القرية البدوية شمال قطاع غزة والذي سيكون مشمولاَ ضمن صفقة تبادل الأسرى المفرج عنهم، حكمًا بالسجن مدى الحياة منذ العام 1985، قضى منها 35 سنة بتهمة المشاركة في قتل جنودٍ صهاينة .

 

وكان أبو خوصة اعتقل في مارس 1976 ويعد أقدم أسير على الاطلاق في سجون الاحتلال ومعزول منذ ربع قرن وبهذا يكون أيضا أقدم أسير معزول.

 

يقول روبين نجل الأسير أبو خوصة إن والده محمد (72 عامًا) بدأ الصوم المتواصل عدا أيام العيد والتشريق في سجن بئر السبع جنوب الكيان الصهيوني منذ أن عزلته إدارة السجون في العام 1985.

 

ويضيف روبين (40 عامًا) الأحد إن والده لم يكتفِ بالصوم عبادةً في عزلته، بل كان القرآن الكريم صديق خلوته في ليله ونهاره، حتى أتم حفظه كاملاً.

 

ويذكر نجل الأسير- له ولدان وابنة واحدة- بعض وصايا والده خلال زيارته في سجن المجدل قبيل أسر الجندي جلعاد شاليط بشهرين في مايو 2006 أن السجن والعزل لن يُثنيا عزيمته عن مقاومة الاحتلال حتى وإن أُفرج عنه بصفقةٍ ما.

 

ومن المتوقع أن تُفرج سلطات الاحتلال الصهيوني الثلاثاء عن 477 أسيرًا وأسيرة ضمن صفقة التبادل التي أبرمت مع حركة "حماس" للإفراج عن الجندي شاليط الذي سيُسلم إلى السلطات المصرية ليعاد تسليمه " للكيان الصهيوني ".

 

ويعاني الأسير أوضاعًا صحية ونفسية، نظرًا لعزله لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن وضعه في تدهور مستمر دون أن تلقي سلطات السجون بالاً لتدهور حالته.

 

ويبين نجله، الذي كان في الرابعة من عمره عندما اعتقل والده أنه لا يمكن تخيل إنسان يمكن أن يبقى معزولاً لأكثر من 20 عامًا دون أن يُصاب بالجنون حتمًا، قائلاً: "لكن والدي ما زال صامدًا وصابرًا وصائمًا وحافظًا رغم كبر سنه وابيضاض لحيته".

 

ويُضيف روبين أن أحفاد الأسير وأولاده لم يُصدقوا منذ إعلان إبرام صفقة التبادل حتى اليوم أن جدهم ووالدهم سيرى النور خلال أسبوع، قائلاً: "رغم أنه سيخرج خلال يومين أو ثلاثة، أشعر حتى ساعتي الخاصة وساعة الحائط توقفت تمامًا".

 

ويقول: "رأيت أبنائي وأبناء أخي الصغار وهم يتفقون مرةً ويختلفون أخرى حول من سيحتضن جدهم الذي لم يروه بعضهم إلا في الصور المعلقة على جدران المنزل، فتلك لحظة هامُ بالنسبة لهم".

 

ونقل روبين عن والدته (زوجة الأسير) أنه دموعها سالت بصمت على خديها حتى ذهب صوتها لحظات، خاصةً مع توالي اتصالات المهنئين لها بقرب الإفراج عن بعلها.

 

وبين أنه خلال الإعلان عن بدء تنفيذ الصفقة والإفراج عن الأسرى سيتم التوجه مع أهالي الأسرى إلى معبر رفح، إضافة إلى حشد المواطنين أمام منازلهم.

 

وتوجه روبين بالشكر إلى فصائل المقاومة الفلسطينية على دورها في إطلاق سراح والده والأسرى عمومًا، داعيًا إياهم لمواصلة مقاومتهم وعملهم الوطني حتى إطلاق آخر أسيرٍ فلسطيني من سجون الاحتلال.


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018