الهدم والتجريف أشباح تلاحق المزارعين

آخر تحديث:  10 أكتوبر, 2011 04:55 ص  قسم متفرقات

الهدم والتجريف أشباح تلاحق المزارعين

 

"بالشيكل والأغورة وقوت العيال.. تمكنت من بناء بيتي الذي هدمه الاحتلال اليوم".. بهذه الكلمات الحزينة بدأ المواطن يوسف عبد الرحيم الطرشان من بلدة بيت أولا غرب محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، الحديث عن معاناته عقب هدم الاحتلال لمنزله المكون من غرفتين وبئر للمياه وخيمة للماشية في الجهة الغربية للبلدة المحاذية لجدار الفصل العنصري.

 

ويعتصر المواطن وزوجته وأبناؤه الألم وهم يجلسون على أكوام الركام التي خلفتها جرافات الاحتلال عقب هدمها لمنزلهم دون مبرر أو حجة، بينما لم ينتظر إمهالهم إخراج مقتنياتهم من داخله.

 

وكانت حجة الاحتلال عقب الهدم أنَّ الأرض التي يقيم المواطن عليها منزله ملكا للكيان الصهيوني ، حسبما نقل له أحد ضباط الاحتلال المرافقين لآليات الهدم هناك.

 

ويبين أنَّه شيّد منزله هناك في العام 2005، دون أي اعتراض من جانب سلطات الاحتلال، لتعقبه لاحقا عمليات بناء جدار الفصل العنصري في مكان يبعد عن البيت حوالي 2 كم، ولم يتدخل الاحتلال حينها ضد بناء المنزل.

 

إخطارات وهدم

 

ويلفت المواطن لـ "صفا" أنَّ الاحتلال أفاق بالعام 2010 ليبدأ بتسليم إخطارات للمنزل بالهدم والملاحقة، وكان يتركها بالخلاء ويجدها صاحب الأرض والمنزل بالقدر.

 

ويضيف المواطن الطرشان "اشتريت أرضي قبل أعوام ودفعت ثمنها، بما قدرتني الظروف بعد أن منعني الاحتلال العمل داخل " الكيان الصهيوني "، ورفض منحي تصريح دخول إليها، واضطررت حينها للعمل محليا بما تيسر لي من فرص في شراء وبيع ما تيسر لي من الأغنام والماشية القليلة، والعمل على جرار زراعي لأجمع قوت عيالي.

 
 

 

 

ويتابع "لم يتركني الاحتلال في حالي، بل أقدم بآلياته وعتاده وجنوده ليهدم المنزل وليخلي سكانه وليشرد أغنامي القليلة في العراء"، مشيرا إلى أن الهدم أتى على كل شيء يملكه في المنطقة.

 

ويؤكد أنَّ خسارته تجاوزت عشرات آلاف الشواقل، دون أي اكتراث من جانب سلطات الاحتلال، مناشدا العالم بالنظر إليه ولأحواله ولأوضاع شعبه بعين الرحمة، وتقدير ظروف أطفاله وحياته، مضيفا "أصبحنا الآن أسرى في سجن والعالم غير مكترث أو مبال بنا".

 

ودعا الطرشان الرئيس محمود عباس لـ"زيارتنا هنا لمشاهدة بيتي المهدم وليطلع عن قرب على معاناتنا، وليشاهد أحوالنا".

 

تدمير الأراضي المستصلحة

 

أمَّا المواطن عبد الجبار العكل، فلم يتمالك أعصابه وهو يشاهد جرافات الاحتلال تنهش أرضه وتدمر كل ما تمكن من استصلاحه وإعماره في أرضه.

 

ويقول المواطن لـ"صفا" أعجز عن تصوير مشاعري وما يجول بخاطري الآن، وأترك لكم المشاهدة على الأرض لتكتشفوا ما أحدثه الاحتلال في أرضي التي عملت بها لسنوات وتمكنت من استصلاحها وبنائها، لأنتهي إلى خراب ودمار غير متوقع.

 

ويعبّر المواطن عن استغرابه من إقدام الاحتلال على تجريف أرضه التي تجاوزت مساحتها العشرين دنما، لافتا إلى أنها تقع إلى الشرق من الجدار الفاصل، ولا مبرر للاحتلال لتجريفها وتخريبها، سوى أطماعه التوسعية.

 

ويؤكد أنَّ خسائره تجاوزت الربع مليون شيقل، وكانت أرضه مستصلحة ومزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والمزروعات الحقلية الفصلية، لكن الاحتلال خربها ودمرها بشكل كامل.

 

ويضيف" بنيت هذه الأرض وعمرتها ووضعت حولها الأسيجة، وكنت أستغرق كل أوقاتي داخلها، وأسهر فيها حتى وقت متأخر من الليل، لكن الاحتلال دمرها في النهاية وخربها وأمسينا في خشية متواصلة على مصيرها بعد الآن".

 


إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018